
اذا كانت هذه الثورة تستحق اسم فهي ثورة الأمل في صناعة المستقبل، وما لا يمكن حدوثه الآن سيحدث غداً رغم أنف الجميع، فالأمل في العمل والعمل من الجماهير والجماهير ستحمي ثورتها.
الثورة ستظل مقرونة بشرفها، والشرف في مطالبها، ومطالبها في استيعاب شعبها.
***
نحن لا نريد الخامس والعشرين من يناير احتفالا كرنفاليا نجتمع فيه وننفض في آخر اليوم, نحن لا نريد الخامس والعشرين من يناير كمناسبة إحداث فوضي وتفكيك وممارسة إحراق وارتكاب عنف، نريده ذكرى (جادة) لاستشراف حقيقي لمستقبل مصر الجديدة.
***
مصر الدولة، مصر الثورة، مصر الوطن .. إن هذه الأوصاف جميعاً ليست متناقضة ولا يمكن أن تدخل في مناقصة أو مزايدة أو منازعة. نحن نريد مصر "الدولة" الفاعلة القادرة، ومصر "الثورة" الناهضة الرافعة، ومصر "الوطن" الجامعة الساهرة.
***
إن كل شخص ومؤسسة في مصر يجب أن يقوم بدور في بناء ثورة25 يناير الجادة تستلهم كل جماعة أو بنيان, يبني كل كيان أو إنسان الرصيد في قيمته المدخرة أو قيمته المستمرة أو قيمته المضافة, فمصر عنوان المكان في عبقريته والمكانة في عزتها ورفعتها.
***
أي مؤسسة تحكم مصر بعد 25 يناير إذا لم تأخذ الشعب ظهير لها يسندها هي مؤسسة فاشلة ، أي مؤسسة تتصور بعد 25 يناير أن مصدر حمايتها يتمثل في الأجهزة الامنية هي مؤسسة إلي زوال...أي مشروع حكم يقوم علي شرعية الخارج ولا يلبي مطالب الداخل هو مشروع وهمي؛ فالشعب صار رقماً صعباً في معادلة التغيير والتطهير والتعمير.
***
الاخوان أول من جنى ثمار الميدان، ومن غير الميدان لم يكن ليجنوا هذه الثمار، ويجب أن يعلم الاخوان أن العلاقة بين الميدان والبرلمان تفاعلية، ففاعلية البرلمان لا تمر إلا بالميدان..هذا لأن العسكري يريد برلمان طراطير ورئيسا طرطورا ...والضامن لعدم حدوث ذلك هو الميدان.
***
عنوان عام جديد من عمر الثورة:
رئيس مدني منتخب يحكمني
برلمان قادر وفعال يحميني
حكومة تخدمني
قضاء يأخذ لي حقي
***
إن رئيسا مدنياً منتخباً والتعجيل به هو إنقاذ لمصر، وإنقاذ للمؤسسة العسكرية، لأن الصورة قد تكون شُوهت أو شُوشت، وعناصر الشرعية قد تآكلت وفي طريقها لأن تتوارى.
رئيس مدني منتخب يعني— ضمن ما يعني— إعلان جدول زمني بانتخابات رئاسية وشيكة تنقل السلطة من إدارة وتسيير المجلس العسكري إلي سلطة مدنية منتخبة, يتيسر متابعتها ومحاسبتها وتحسن التعامل المدني بعد ثورة مشهودة طالبت بكرامة أهدرت، وعيش كريم استبدل بإفقار متعمد لشعب مصر، وأمن مفقود آن الأوان لاسترداده، وعدالة اجتماعية يراها الكثيرون أغفلت.
***
النصوص التى وضعتها اللجنة الدستورية تحسم بما لا يقبل الجدل «نقل جميع السلطات من المجلس العسكرى إلى البرلمان المنتخب والرئيس المنتخب قبل الانتهاء من وضع الدستور الجديد»
«لماذا استفتينا علي مواد الرياسة اذا كان الريس سيأتي بعد الدستور كاملاً ؟ السؤال موجه للحكيم البشري، للمجلس العسكري، للإخوان، لكل من يهمه الامر»
***
نريد برلمانا شرعيا وفعالا يمارس كل أصول فاعليته في الرقابة والتشريع, برلمان يتبني أهداف الثورة ، حجم فاعليته بحجم ثورة مصر وامتدادها, برلمان يتحسس المطالب الحقيقية للشعب ويضع خطة لتحقيقها ووضعها علي سلم أولويات المطالبة والمحاسبة, برلمان يهدف إلي حماية هذه الثورة ومكتسباتها واستمراريتها وقدراتها، ويقدم جدولاً زمنياً يؤكد أن صبر الناس في الانتخابات لم يضع هباء ولم يذهب سدي، بل أنتج ثمرة برلمانية لثورة مصرية، يحمل جدولاً زمنياً لبرلمان يتابع القصاص للشهداء والمصابين, ويحمل رؤية لتمكين الأمن والتأمين ويضع تحريك الاقتصاد وإطعام الشعب في قمة مطالباته وأولوياته.
***
نريد قضاء مستقل أمين, استأمن علي الحقوق واقتضائها والأرواح وتأمينها, وسيادة القانون وتمكينها, وتطبيق الأحكام وإمضائها. القضاء يحقق القصاص ويؤسس لميزان العدل العاجل الناجز، لأن العدل المؤجل ظلم بَيَّنْ، وذهاب الأرواح بلا قصاص جرم فادح في حق المجتمع قبل الأفراد، هل يمكن أن يستلهم معني الشهداء أحياء إلا من خلال قصاص يحفظ حرمة الإنسان وإحياء الكيان؟! ولكم في القصاص حياة.
***
هل يتحرك القضاء بعد مضي عام ، كان عنوانه التأجيل بدلا من التعجيل, أليس هناك خطة ناجزة لمحاكمات عادلة عاجلة ،خاصة أنه تأتي الدماء بعد دماء والشهداء بعد شهداء, والقاضي لا يقضي والمحاكمات تتسكع ( والعاجل فقط من نصيب المدنيين)، أرجوكم وبجدية أقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان.
***
بمناسبة هيبة الدولة : ( الهيبة ) إنجاز وفاعلية و (الخيبة ) تقاعس عن أداء حق المواطن والمواطنة والوطن. وإذا كان الاستبداد يأكل الكرامة والحرية, فإن الفساد يبتلع التنمية والعيش الكريم ويُمكِّنْ لظلم مقيم.
***
نتحدث عن صناديق الانتخابات ولم يتحدث أحد عن صناديق الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداء الوطن!!