أهم الأخبار : :

اضغط like اذاكنت معجب بصفحتنا

د. القرضاوي:فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية انتصار للحق والخير والعدل والبر والقسط

Unknown السبت، 7 يناير 2012 | 3:30 م


أقول للأقباط أنتم منا ونحن منكم لكم ما لنا وعليكم ما علينا لا نظلمكم ولا تظلموننا
أدعو ضباط سوريا وجنودها للانضمام إلى الجيش الحر بالآلاف نصرة لأهلهم المظلومين
شهداء سوريا قاربوا على 7 آلاف شهيد ولم يحمل أحد قنبلة ولا حتى عصا
على مفتشي الجامعة العربية التوجه للمدن التي شهدت مظاهرات والتأكد من سلمية المظاهرات

عبدالله مهران:
أكد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية انتصار للحق والخير والعدل والبر والقسط ودليل على أن الأمة لا تزال بخير، ولا يزال الإسلام فيها هو المرجع الأول والمرجح
الأول، وقد ظن بعض الناس أن هذه الأمة انتهت، غلبت فيها اللادينية والعلمانية وأكلت أهلها، فلا والله.. ستظل هذه الأمة أبد الدهر مستمسكة بدينها وقرآنها وبرسولها، لا تحيد عن كتاب الله ولا عن سنة رسول الله.
وقال إن الإسلام سيظل هو الذي يمسك هذه الأمة، وقد حدث ما حدث للأمة من انحرافات وتجاوزات ومظالم ومآثم وموبقات حاولت أن تسلخها عن جلدها وأن تخرجها عن مسارها وأن تحرف مسيرتها لكن أبى الله سبحانه ذلك، وأبقى الأمة على دينها.
وأضاف فضيلته أن الإسلاميين وبعد الجولة الثالثة والأخيرة في الانتخابات المصرية أصبحوا هم الأغلبية ولم يستطع من فعل وفعل أن يحرف أغلب الأمة ولله الحمد، ونحن نريد أن نطمئن الناس أن الإسلاميين إذا انتصروا سيكونون للأمة، فالإسلامي الحق يعتقد أنه مبعوث الله لهداية الأمة وإخراجها مما هي فيه بعد أن كادت تموت وتذهب، نريد أن نحيي الأمة بالإسلام والإيمان والأخلاق والقواعد الحية، هذا ما نريده.
وشدد فضيلته على أن الإسلام هو تسامح وتساهل ويسر ليس فيه عسر، وليس فيه إجحاف بحقوق الناس، وهذا ما أرى عليه الإخوة الذين انتصروا من الإخوان ومن السلفيين، أراهم يتحدثون حديث العقلاء، يعلمون أنهم في أمة، لا يريدون أن يقهروا الناس بالعصا، فالناس لحم ودم وقلوب وعقول تحتاج لأن تقاد من عقولها، ولذلك أنا ارجو الخير كل الخير لشعبنا في مصر بهذه الأمة المنتخبة بتعاملها مع الآخرين فهي تمد ايديها وتفتح قلوبها للآخرين لا ترفض أحدا وتتعامل مع الجميع.
ووجه فضيلته نداء لأقباط مصر قائلا:" أقول للأقباط نحن معكم.. أنتم منا ونحن منكم، لكم ما لنا وعليكم ما علينا، إلا ما اقتضاه اختلاف الدين، لا نريد أن نظلمكم ولا أن تظلمونا، لا بد أن تتعايش الأمة بعضها مع بعض، " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، هذا ما جاء به القرآن".
وهنأ فضيلته الشعب المصري والعرب في كل مكان والمسلمين في كل مكان بنجاح الإسلاميين، لأن نجاحهم نجاح للحق، ونحاج للخير والعدل وكل ما فيه بر وقسط للأمة كلها.
7 آلاف شهيد
وفي الشأن السوري قال فضيلته إن سوريا التي صار لها عشرة اشهر تبذل من أرواحها ودمائها من رجالها من نسائها من شيوخها من شبابها من أطفالها حتى قارب عدد شهدائها سبعة آلاف شهيد، قدمت كل ذلك وهي صابرة لم يمسك أحد بقنبلة أو عصا أو بسكينة أو حصاة، لم يفعل ذلك أحد من أبناء سوريا الذين قاموا بالمظاهرات.
ودعا فضيلته جميع أبناء الشعب السوري أن يخرجوا في هذه المظاهرات الحية والمعبرة الحاكمة والمحكمة التي تعبر عن هذا الشعب، والتي لا تضرب أحدا ولا تعتدي على أحد هذا ما يقوله الجميع في كل مكان في سوريا.
وقال إنني أدعو مفتشي الجامعة العربية لأن يتوجهوا إلى المدن السورية التي تشهد مظاهرات مثل درعا وحمص وحماة ودير الزور والقامشلي وغيرها من المدن حتى يتأكدوا من سلمية المظاهرات ويروا هؤلاء المتظاهرين الذين لا يملكون أي سلاح سوى ألسنتهم يهتفون من حناجرهم وأعماق قلوبهم نريد إسقاط النظام، هذا حق كل شعب أن يرفض من لا يريد من حكامه، وما الذي يجعل بشار يحكم خمسين سنة، فقد حكم أبوه ما حكم وحكم هو ما حكم، ولم يعد لهم مكان، فالأسر التي تحكم دولا جمهورية لم يعد لها مكان فيها ولا بد أن يرحل هؤلاء، وعلينا أن ننصر هذا الشعب الذي لا يجد قوت يومه بعد عشرة شهور، وهؤلاء يحتاجون كل شيء.
دعوة لأحرار سوريا
وقال القرضاوي هناك أناس انشقوا عن الجيش وهذا أمر أنا أدعو إليه وأؤيده، وأدعو كل الأحرار والمخلصين الذين ليسوا عبيدا لأحد، ليسوا عبيدا لبشار الأسد وليسوا عبيدا للنظام، أدعو الضباط والجنود المخلصين والأبطال والأحرار أدعوهم لأن يكونوا شجعانا وأن يتحملوا ويخرجوا من هذا الجيش، وحرام عليهم أن يطلقوا رصاصة واحدة على إخوانهم من أبناء سوريا، هؤلاء الأبطال المخلصون الذين بذلوا أرواحهم ووضعوا أرواحهم على أكفهم يبتغون الشهادة ولا يريدون شيئا إلا أن يحرروا شعوبهم من الطاغوت، أدعو هؤلاء الأبطال من الضباط وصف الضباط والجنود أن يتخلوا عن الجيش الظالم حتى لا يبوؤوا بإثمه.
وقال: أنا أدعو الضباط والجنود أن يخرجوا بالآلاف من هذا الجيش وأن ينضموا إلى الجيش الحر، وهنالك لن تستطيع الحكومة الظالمة الجائرة، التي لم يعد للشعب عندها مكان ولم يعد لها قلب ولم يعد عندها رحمة ولا حياء أن تفعل شيئا، أدعو هؤلاء الضباط والجنود للانضمام إلى الجيش الحر وأن يسندوا ظهره ويقووا عضده وبهذا تنتصر إن شاء الله سوريا العزيزة التي نالها ما نالها وأصابها ما أصابها.
تقوى الله
وكان فضيلة العلامة القرضاوي قد بدأ خطبته مواصلا حديثه عن صفات المتقين وأحوالهم مع ربهم سبحانه وتعالى قائلا: إنه لا ينبغي لأي إنسان أن يغفل عن ربه أو ينساه في أي حال من أحواله، أو في أي مكان يحل به، يقول الله تعالى: " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثمَّ وجه الله إن الله واسع عليم"، فالله معك حيثما ذهبت:" وهو معكم أينما كنتم "، "ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم "، لا يتركهم الله لا في بر ولا بحر ولا جو، معهم بعلمه، ومعهم بسمعه ومعهم ببصره، وهذا ما ينبغي للمسلم تيقنه أن الله معه في كل مكان وكل زمان، سواء كان مع الناس أو وحده، وهب أنك في مكان وحدك وتستطيع أن ترتكب المعصية وليس هناك رقيب ولا أحد يراك غير الله، فاحذر عين الله وعيون ملائكته ولا ترتكب المعصية لأن الله يراك قبل أن تراه، وقد راود أحدهم فتاة صالحة فامتنعت، فقال لها لماذا تمتنعين ولا ترانا إلا الكواكب، فصرخت فيه قائلة تذكر الكواكب وتنسى مكوكبها وهو الله عز وجل.
التقوى والإحسان
وقال إن التقي هو الذي يراقب الله دائما، وقد جاء شاب إلى أحد الصالحين وقال له أوصني يا شيخ، فقال أوصيك بآخر آية في سورة النحل، اذهب واقرأها وهي قوله تعالى:" إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، قال له الزم هذه الآية، لأن الذين يكون الله معهم هم الذين اتقوا ربهم وعاملوا الناس بالإحسان، فهؤلاء يكون الله معهم وينظر إليهم ويسجل لهم أعمالهم أو عليهم، ويكون معهم بالعناية والرعاية، وقد قال بعضهم لأحد الصالحين أوصني، فقال أوصيك بما أوصى به الله الصالحين في كتابه، وأوصى العالم كله به من قبلنا ومن بعدنا، حيث قال سبحانه:" ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "، فكما وصى الله سبحانه الذين من قبلنا أوصانا ونحن آخر الأمم، وقد أوصى الجميع بتقوى الله حق تقاته، فقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"، وقال تعالى: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء "، اتقوا ربكم الذي خلقكم ورباكم وتخولكم بنعمه الكبيرة والصغيرة والكثيرة والمتكاثرة، فاتقوا الله هذا الرب العظيم الذي خلقكم وسواكم وعدلكم ولا تنسوا هذه الأمور.
اغتنام خمس قبل خمس
واضاف أن قضية التقوى هي مدار كل خير، وهكذا يعلمنا الله سبحانه، ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نتقي الله في حضرنا وفي سفرنا وفي شبابنا وفي كبرنا وفي صحتنا وفي سقمنا، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الشباب فقال: " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك". اغتنم هذه الخمس قبل الخمس الأخرى، لا بد أن يفكر كل إنسان في هذه الأمور فلو كان لديه وقت فراغ لا بد أن يشغله بالخير، وإذا كانت عنده صحة لا يهمل هذه الصحة، عنده حياة لا يهمل هذه الحياة، عنده شباب لا ينسى هذا الشباب حيث سيأتي الهرم والشيخوخة ويتمنى المرء ما كان له من قبل من قدرة وقوة فلا يجدها.
وقال فضيلته إنه ليس معنى التقوى أن يكون المرء ملاكا مطهرا أو نبيا ومعصوما، وقد سئل الإمام الجنيد: هل يزني الولي؟ فأطرق وقال:" وكان أمر الله قدرا مقدورا"، إذا قدر الله أن يزني الولي يزني، لكنه إذا وقع في هذه الفاحشة فسرعان ما يتذكر الله وعذابه وعقابه، ويتذكر الموت وما بعد الموت والحساب يوم القيامة فيرجع إلى الله تعالى ويقول يا رب اغفر لي وتب علي، هذا هو حال الولي والتقي إذا وقع في أية معصية بسبب إغواء الشيطان له، لكنه لا يستسلم للشيطان أبدا، فالتقوى إذا وقع الإنسان في معصية تأتي فتسد عجزه وتقيم أوده وترفعه حيث يقف ليقاوم الشيطان فيصرع الشيطان، وهكذا ينبغي للإنسان ألا يستسلم للمعاصي.
وأوصى العلامة القرضاوي المسلمين بأن يتسلحوا بالتقوى، هذا السلاح الذي لا يفل ولا يستطيع شيطان الإنس أو الجن أن يفله أو يكسره بل يستطيع المسلم بفضل تقواه أن يفل كيد الشيطان وينتصر عليه في جميع أحواله.