أهم الأخبار : :

اضغط like اذاكنت معجب بصفحتنا

البقر تشابه علينا .... بقلم :فراج إسماعيل

Unknown الأربعاء، 25 يناير 2012 | 10:00 ص

فراج إسماعيل
أكثر الكارهين لحسنى مبارك استفزهم تساؤل محمد حسنين هيكل "كيف استطاعت بقرة ضاحكة أن تحكم مصر 30 سنة".


هيكل كتب أيضًا فى "خريف الغضب" أوائل ثمانينات القرن الماضى عقب رحيل أنور السادات عن عقدته من لون بشرته السوداء، ما أثار الجميع عليه، فقد تخصص فى محاكمة الرؤساء والملوك بعد رحيلهم، والإسهاب فى تفاصيل علاقاته بهم.

كل رؤساء مصر وملوكها تعرضوا لنكات الشعب التى ينفس بها عن غضبه متجاوزًا حصار الرقيب. شعب يصنع النكتة ويحلى بها مع طعامه وشرابه وقسوة حياته.. حتى وهو يشيع الجنازات ويدفن الأموات!


كانت نكتة "البقرة الضاحكة" إحدى النكات الشهيرة التى أطلقت على مبارك. وسبقتها نكات من نفس الأوصاف استهدفت السادات وعبد الناصر.. لكن أن يحولها كاتب كبير إلى مفتاح نفسي يحاكم به رئيسًا عنوان عصره الفساد والفاسدين، وهو من أسوأ عصور مصر على الإطلاق.. فتلك آفة هيكل.


اللافت أن كتاب هيكل الجديد لم يلق اهتمامًا سوى من المحيطين به فى مصر، الذين يعتبرونه "آخر الأنبياء".. فيما تسلط الأضواء على كتاب عبد اللطيف المناوى عن أحداث الـ18 يومًا، التي انتهت بتنحى مبارك لأنه كتاب إخبارى لشخص كان فى مواجهة فوهة الحدث، على عكس هيكل الذى تجاوزه الزمن بالفطرة والعوامل الطبيعية.


هيكل صحفى ارستقراطى عاش طويلا فى كنف سلطة ديكتاتورية.. نموذج لشعراء زمان الذين قدموا شعرهم قرابين التقرب للملوك والسلاطين فحصدوا الثمن وأبوا الابتعاد عن المشهد رغم أنهم أصبحوا كالأحصنة المتقاعدة!


هيكل استفاد صحفيًا وسياسيًا من قربه لعبد الناصر ومن السنوات الأربع الأولى التي قضاها بقرب السادات، واستفاد ابناه حسن وأحمد من الفساد الذي وصل للركب فى عهد مبارك، ومع ذلك لم يقل كيف تحول حليب البقرة الضاحكة إلى مليارات الدولارات فى يد النجلين؟!


كان نجله حسن هيكل رئيسًا تنفيذيًا لشركة هيرمس التى تولت إدارة ثروة جمال مبارك وكبرت من سطوته، ونقلت أسهم شركة الدخيلة إلى أحمد عز، وأصدرت لشركة طلعت مصطفى أسهمًا بقيمة 3 مليارات جنيه.


وفى وثائق نشرها البنك المركزى فى قبرص ورد اسم حسن مقترنًا بجمال مبارك فى شركة "هورس فود آجرى بزنس" التى تأسست فى 17 أكتوبر 2005 فى نيقوسيا.


هيكل يحلل الثورة السورية بأنها عمل انتقامى له جذور تاريخية تقوم به مدينة حماة، واستخباراتى أردنى إسرائيلى فى درعا وتقف خلفهما تدخلات دولية، مراهنًا على موقف الطبقة المتوسطة فى حلب ودمشق التى يرى أنها لم تشارك فى الاحتجاجات.


استخفاف يلقى قدرًا هائلاً من الشكوك، فتتشابه أبقار هيكل عند كثيرين لدرجة حملت المعارض السورى على فرزات للكتابة على "تويتر" أن نجله الدكتور أحمد هيكل شريك لرامى مخلوف ابن خالة بشار الأسد، أحد المتهمين دوليًا وسوريًا بتمويل عصابات الشبيحة.


ويقول فرزات فى تغريدته إن "أحمد" يستثمر بمليارى دولار فى العراق، مفسرًا بذلك خلفيات الدفاع المتكرر لهيكل الأب عن نظام الملالى فى إيران.


ومع أن شركة أحمد هيكل نفت أى علاقة له برامى مخلوف، فإن البقر تشابه علينا من مواقف هيكل المتناقضة وعباءة "الأستاذ الذى يعرف أكثر" دون أن يقدم أكثر من كلام مصاطب يبقيه "حكواتى" فى دائرة المشهد.